بعث الله نوحا -عليه السلام- إلى قوم (بني راسب) ،وقد كان قوم نوح أول من عبد الأصنام والدليل على أنهم كانوا يعبدون الأصنام قوله تعالى: (قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا* ومكروا مكرا كبارا* وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا* وقد أضلوا كثيرا ولا تزد الظالمين إلاضلالا)-نوح:21-24-
وكان نوح يحدثهم عن التأمل والتدبر في مخلوقات الله، وأن هنالك فريقا في الجنة وفريقا في النار وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا فلم يصغ له أحد إلا واحد منهم عانقه ونصره حتى عرف بين قومه بوزير نوح
ولم ييأسنوحمندعوة قومه ليلا ونهارا سرا وجهارا،فلم يدع على قومه بالعذاب، وإنما كان لديه أملبأن يكون فيهم أو في أبنائهم الخير والصلاح، ولكن خلال مدة دعوته الطويلة لم يؤمنمعه إلا القليل منهم حيث يقدرون ب80 نفسا ومعهم نساؤهم كما روى ابن عباس، وكان بينهؤلاء أبناءنوحالثلاثة (سام،حام، يافث).أما الابن الرابع فلم يكن من المؤمنين وكان كلما انقرض جيل جاء من بعدهجيل أخبث وألعن، فقد كانوا يوصون أبناءهم بعدم الإيمان بنوح-عليه السلام- لهذا دعاعليهم نوح بعد أن يئس من إيمانهم فقال: (وقال نوحرب لاتذر على الأرض من الكافرين ديارا*إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا)-نوح-26-27
ثم بعد ذلك أوحى الله تعالى إلى نوح بأنه لن يؤمن أحد من قومه به. فأمره الله تعالى ببناء السفينة مع أصحابه المؤمنين لينجوا بها من عذاب الله. بعدأن تم بناء السفينة أمره الله تعالى بأن يحمل معه في السفينة أهله وأصحابه المؤمنين وأن يحمل من كافة الطيور والدواب زوجين اثنين، وعندما حل عذاب الله تذكرنوحابنه كنعان، فناداه ليركب معهم، لكنه رفض وقال بأنه سيذهب إلى جبل ليحتمي به ، فردعليهنوح: (لا عاصم اليوم منأمر الله إلا من رحم)-هود:43-
ثم أغرق الموج كنعان والذين كفروا. بعد ذلكهدأ الموج وتسرب الماء في شقوق الأرض، فتثبت السفينة عند جبل الجوديّ، وكان ذلك يومعاشوراء من المحرم بعد أن بقوا في السفينة 150يوما وسمينوحبأبي البشر الثاني لأن جميعأهل الأرض بعد الطوفان هم من نسل أهل السفينة الذين كانوا مع نوح، كل الخلائقينسبون إلى أولاد نوح الثلاثة،فقد روى أحمد عن النبي-صلى اللهعليهوسلم- أنه قال: سام أبوالعرب، وحام أبو الحبش، ويافث هو أبو الروم ..
اللهم ثبتنا على دينك واجعل موتنا في بلد رسولك