Tounessna
عدد المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 26/01/2011
| موضوع: الحكم العطائية 5 الأربعاء يناير 26, 2011 9:26 am | |
| [center]الحكمةالخامسة:
اجتهادك فيما ضُمن لك، و تقصيرك فيما طُلب منك،
دليل على انطماس البصيرةمنك
شرح الحكمة: نبدأ في شرح الحكمةبقول الله تعالى(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَإِلَّا لِيَعْبُدُونِ، مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنيُطْعِمُونِ ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)الذاريات: 56-58 ثم قوله تعالى(وَأْمُرْ أَهْلَكَبِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَوَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)طه: 132 تبين الآيتان نقطتين مهمتين: 1-الإنسان مطالب بممارسة العبودية لله عز و جل بسلوك اختياري لأنه خُلق عبداً بالواقع الاضطراري. 2- الله ضمن للعبد مقوماتحياته و رغد عيشه. فابن عطاء الله السكندري يقول أنه إذا انصرف الإنسان إلى إرهاق نفسه فيما ضمن الله له من رزق، فذاك يدل علىعدم الثقة بوعد الله. إن مما يجبعلمه هو أنه ما من مخلوق إلا و أقامه الله تعالى على وظيفة(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّهَدَى)طه:50. و الإنسان ليس استثناء من هذه القاعدة، لكن الفرقبينه و بين سائر المخلوقات أنها تمارس وظيفتها بالقهر و الاضطرار و الغريزة، أما هوحر ذو إرادة، لكنه قد يستعمل حريته للتمرد على الله عز و جل، و على الوظيفة التي أقامه الله فيها، فيشرد عنها و لا يقوم بها. لكنأي وظيفة أقام الله فيها الإنسان؟ و الجواب هو عمارة الأرض التي أحياه الله فيها على النحو الذي بينه الله له، و ذلك بتحقيق شيئين اثنين: -ممارسة العبودية لله. -عمارة الأرض على وجه سليم بإسعادالناس. و لتحقيق ذلك فإن الله ضمن للإنسان مقومات عيشه و أدار الكون لخدمته، لكن الإنسان يعرض عن هذه الوظيفة و يتمرد عليها، و من مظاهر هذا التمرد مثلا: -أن يهمل المرء أسرته مدعيا ألا وقت له لرعايتهم و تربيتهم(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَانَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)طه: 132 -أن ينصرف إلى اللهو و يعرض عن العمل الصالح، و ينسى قوله تعالى(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَاكَانُواْ يَعْمَلُونَ)النحل: 97 -أن يطلب النصرة من أسباب خارجية غيرالله و ينسى قوله تعالى(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَآمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِكَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُالَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناًيَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَفَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)النور: 55 فما عاقبة تخلي المسلمين عن وظيفتهم؟ النتيجة بكل بساطة، ذل و هوان...هكذا نطقها سيدنا عمر رضي الله عنه:"نحنقوم أعزنا الله بالإسلام، فمهما طلبنا العز بغير ما أعزنا الله به أذلناالله". فالرعيل الأول حين صدق الله و قام بوظيفته على أحسن حال، أنجز الله وعده و نصرهم على قوتين كبيرتين آنذاك عما الروم والفرس. لقد نطق عمر رضي الله عنه كلمته و هو فاتح بيت المقدس و هم لا يكادون يعرفونه و هو لابس خرقة بها 12 رقعة، فأراد بذلك أن يقول أن المسلمين و إن كانوا مفتقرين إلى أدنى مقومات النصر المادية، فإن الوعد الإلهي أُنجز لأنهم صدقوا الله وقاموا بوظيفتهم على أكمل وجه. وقد يسأل سائل: ألايتعارض ما قيل مع الحكمة الثانية التي تدعو إلى التعامل مع الأسباب؟؟ والجواب أن التعامل مع الأسباب ضروري شرط ألا يصرفه ذلك عن القيام بواجباته الدينية من صلاة جماعة و ورد و تربية الأولاد. فالفرد عليه الإقبال على الواجبات الدينية التي كلفه الله بها، و في نفس الوقت يقبل على دنياه و يكسب رزقه تلبية لأمر الله بالسعي إليه، فهو مُثاب على ذلك، تحقيقا لقول الله تعالى(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِيمَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)الملك: 15 بقيت الإشارة أخيراً إلى أن هذه الضمانة و الوعد الإلهي لمن أقام بوظيفته على أحسن وجه، هو صالح كذلك للمجتمعات، و التاريخ خير شاهد لما تمسك الرعيل الأول بدينه، ثم لا يسع إلا أن ينظر المرء إلى خال أمته لما أخلن بوظيفتها (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ، وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ)إبراهيم: 13-14[/center] | |
|