خرجت للحياة فوجدت أمامي اللون الاخضر
أحببته حتى الثمالة وعشقته حتى النخاع
نشأت رويداً رويداً وأنا أسمع بأنه لون الحياة ولون الأمل
إخترته من بين كل الالوان مع أن عمرى حينها لا يسمح لي بأن أميز بينها
رأيت أطفالاً في سني يرتدونه ويتفاخرون بذالك
وكأى طفل بدأت أتسأل مالسر في هذا اللون
عرفت بعدها بأنه لون فريقٍ إختاره شعاراً له وعلمت إنه لون علمُ بلادي
وعندما صرت أفرق بين الالوان شعرت بالفخر بأنني لم لم أكن شاداً وأخرج عن القاعدة
كان الجميع في ذالك الوقت يشجع ذالك الفريق
سمعت بالأهلي وصرت أذهب للمباريات فكانت فرحتي الكُبرى بأن الصواب لم يُجانبني
شجعت ذاك النادي وصار جزءً مني لا يُفارقني حتى في أحلامي
رأيت إنجازاته بأم عيني وأصبحت أفرح لفرحه وأحزن لحزنه
وما شد نظري تلك الأمواج الخضراء التي تتبعه أينما كان وحيثما تواجد
وصرت أحضر التمارين وتعرفت على كل التفاصيل مع تقدم عمري
كنت أترقب كل مبارياته وأنتضرها بفارغ الصبر وكان الأبطال يُقدمون لنا الإنجازات
ومضت تلك السنوات وحُبنا وعشقنا يزداد يوما بعد يوم له
حصدنا جُل البطولات وكنا فريقاً للقرن بلا مُنازع وأصبحا زعيماً للكرة الليبية
وصلنا نهائي أفريقيا وفتح التاريخ له ذراعيه فخرا وإعجاباً
ربما أحداثا فاتتني ولكن تسألت عنها وعرفت انني أحسنت صُنعا بإختيار هذا اللون الاخضر
عرفت أن فريقي كان أول فريق يفوز بالبطولة وبالكأس ويجمع بينهما
فزاد ذالك الفخر والعشق وزادت تلك اللهفة على معرفة أدق التفاصيل
وما شد أنظاري أكثر تلك القاعدة الجماهيرية العريضة التي تشجعه وتشد من أزره
ومرت بخاطري ذالك البيت من الشعر
ملأنا البر حتى ضاق عنّا ...... وظهر البحر نملؤه سفينا
تناقلت أخبارنا وكالات الأنباء وصرنا مثلاً يُحتذى به
فبعد إن صرنا فريقاً للقرن أصبحنا نصول ونجول في كل أنحاء الدنيا وأبناءنا يصنعون العجب
تحصلنا على لقب الفريق الأكثر جماهيرية في الوطن العربي
لم نيأس يوما ولم نخنع ونذل بل كان التحدي ومواصلة هذه الإنجازات خيارنا
ولأنه ولكل ناجح أعداء فقد حُربنا وحاولوا إيقاف مسيرة هذه السفينة الخضراء
ولكن هيهات هيهات أن نستكين فمن كان على حق ووراءه هذه الامواج فلا يُبالي بالذباب وحشرات الارض وخشاشها التي تخرج بين الحينة والاخرى لتحاول يائسة الوقوف أمام مسيرته الخضراء .
حولوا إيقافنا لأننا نُشكل خطر داهم على تطلعاتهم وأحلامهم الفتية الجديدة العهد
حاولو جاهدين بأن يزوروا الحقائق ويقللون من شأن الإنجازات حسدا وحقدا من عند أنفسهم .
وجُن جنونهم وأخدوا يُرغدون ويزبدون رويداً رويداً
ووصل بهم الامر لأن يجردوننا من بطولاتٍ مُستحقة واخدوا بنسج المؤامرات واللعب في الخفاء وأمور أخرى تُدبر بليل .
فمن إنزال فريق الشرارة ومنعنا من نقاط المباراة الثلاث إلى تغيير نظلم الدوري وجعله سداسياً وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة ويُنادي بنا فريقا لنصعد على منصة التتويج مرورا بدوري أخر كان أيضا يلفظ أنفاسه وينادي علينا فقاموا بإعادة مبارة لفريق مُدلل في بادرة لم تُسجل من قبل
ناهيك عن منعتا في حقنا في التتويج عندما تحصلنا على كأس الفاتح .... وغيرها الكثير الكثير
الأحداث كثيرة والمقام قصير ولكن كل ذي بصيرة يعلم ما حدث ويحدث بالتفصيل
ولكن ولأن الله خلقنا كباراً وأراد لنا أن نعيش كذالك فما كان أمامنا إلا المواجهة حفاضا عن هذا الحق فصرنا مثالا للتحدي والمواجهة فصرنا نُعاند وزاد إصرارانا وعتفواننا
وعندما ضقنا بهم ذرعا تركنا لهم ذالك الجمل الهزيل بما حمل من روائح تفوح منها رائحة الفساد والظلم لا بل صار ذالك الدوري بمثابة مستنقعا فاحت منه الروائح النثنة.
فقاموا وأقاموا الدنيا ولم يُقعدوها وصاروا يستجدوننا لنعود تارة بالتهديد والوعيد وتارة أخرى بتقديم التنازلات والوعود .
ولأننا كباراً ولأن مصلحة الوطن تهمنا فلم نشأ ان يفقد منتخبنا بريقه بتواجد تلك الامواج الخضراء في الملعب ذالك الملعب الذي فقد هيبته وأصبح مرتعا لكل من هب ودب للإنتصار على فرقنا بعد أن كان عصيا عليهم بتواجدنا ولأن الأمواج الخضراء هي فاكهة الكرة الليبية فقد رجعنا أملا بأن ينتهي العسف والظلم ولكن عندما عدنا رأينا بأنهم أفاقون وكاذبون وشُداد أفاق
لم يتغير شي وحرمونا من حقوقنا بضم بعض اللاعبين مع أن حقنا بذالك كحق الشمس في الظهور كل صباح .
ولكن أوصلنا لهم عدة رسائل بأننا باقون باقون ومتحدون متحدون وأن أجيالنا لن تنسى ما حدث وأنها ستأخد الحق وترده يوماً وبات قريباً جداً
هذا جزء بسيط من تاريخنا ولمحة ربما تكون مختصرا جداً
فهكذا خلقنا الله وهكذا أراد لنا ان نعيش
كباراً في زمن كثر فيه الاقزام
وصلنا القمة وتركنا من وراءنا من لايزال يتعلم فنون التسلق