أبدأ مقالتي هذه بعيدا ً عن التصميم بعنوانها الرائع للأديب العربي الراحل مصطفى صادق الرافعي: إذا لـم تـزد عـلـى الـحـيـاة شـيـئـا ً، فـأنـت زائـدٌ عليها ، وهي محاولة مني لاستنهاض الهمم وبث روح التحفيز في الشباب العربي ومستخدمي الانترنت العرب ، وسأطترق الى خواطر في بالي :
وقتك ، احرص عليه واستثمره :سواء كنت من اصحاب المواهب ام لمن تكن ، سواء كنت من اصحاب الشهادات ام لم تكن ؟ سوف تسأل يوم القيامة عن وقتك فيما أفنيته ؟ الا ترى ان لغيرك عليك حق ؟ ماذا فعلت ؟ كيف افنيت وقتك ؟ ماذا قدمت وساهمت لتجعل من وقتك مفيدا ً لك وللآخرين ، ففكر من جديد في نفسك وابحث عن وقتك واستثمره ، فما العمر الا ساعات وايام تنقضي بسرعة ولا ترضى ان تكون مجرد شخص عادي ، يمضي في الحياة دون وضع او ترك أثر وبصمة له فيها .
شارك الآخرين بعلمك :وهذه قيمة أساسية في ديننا الحنيف تحثنا على مبادلة المعلومات ومشاركة المعلومات مع الآخرين ، فإن كان لديك علما ً نافعا ً شارك به الآخرين ، ستكتشف مدى روعة مشاركة معلوماتك مع الآخرين ، ستشعر بشعور داخلي مريح ، وصدقني لن تشعر او تشعري به ( والحديث للذكور والاناث) الا بعد التجربة ، سيتولد لديك شعور بلذة مساعدة الآخرين و افادتهم بما لديك من معلومات و العقل مثل العضلة كلما استخدمته أكثر كلما ازدادت قوته .
اقرأ وانتقي بحرص ما تقرأ :إن تكلفتك ليست ثمن الكتاب، إنها ما ستخسره إن أنت لم تقرأ ما فيه -جيم رون- أي فكر بخسارتك ومصيبتك ان كنت لا تقرأ ولاشك اننا نعاني من هذه الخسارة فمعظم شبابنا لا يقرأون وفي جهلهم ينغمسون ، فلا تكن كالجاهل الذي يمارس حياته بشكل طبيعي ولا يكون رفيقه الكتاب.
أيضا ً ليس للرجل الذي لا يقرأ كتبا جيدة أي ميزة تميزه عن ذاك الذي لا يستطيع القراءة – مارك توين- ، بمعنى آخر فكر وفكر جيدا ً فيما ستقرأ وماذا ستقرأ ، واحرص ان يكون به علما ً نافعا ً لا هزلا ً وكلاما ً فارغا ً .
فكر بما تحب :من سابع المستحيلات ان لا يكون لاي منا ميل او حب لعمل او ممارسة شئ ما ، فإن كنت من هواة التصميم وتحبه وتمتهن مهنة أخرى ، فلا تدع حبك يضيع من بين يديك ، ابحث و اقرأ ومارس وتعلم وشارك الآخرين بتجاربك وخبراتك ، ومن يدري لعل الله يرزقك بعمل آخر تحبه و تمارسه من كل قلبك.
لغتك العربية لها عليك حق ، خاصة على الانترنت :لعل ما يحزنني هو ضعف المحتوى العربي على الانترنت مقارنة باللغات الأخرى فهو و بأسف شديد لا يشكل سوى واحد في المئة من مجمل المحتوى ، فهل حان الوقت لكي تغار على لغتك وتساهم في صنع المحتوى العربي ، وهنا نقاط مفيدة تتحدث عن كيف تثري المحتوي العربي على الانترنت ؟
أهدافك في الحياة :لا بدك من التفكير والنظر في الاهداف التي على كل شخص منها تحديدها ، وان كنت لا تعرف اهدافك للآن ، فكر في ذاتك من الداخل من جديد ، وحدد لك أهداف صغيرة و طبقها لكي تحصل بعد تطبيق عدة اهداف صغيرة على اهداف اكبر منها ، فخذ مثلا ً ان تجعل لك هدفا ً هذا العام ان تجعل القراءة عادة متأصلة لديك ، فيلزمك النظر فيما ينبغي عليك فعله لجعلها عادة من عاداتك ولعلي استذكر مقولة هيلموت شميت من يريد بلوغ الهدف البعيد، عليه أن يخطو الكثير من الخطوات الصغيرة ليصل هناك .
في النهاية هذا ما دار في بالي ، واتمنى من الله ان يعيننا على صدق القول والنية الخالصة لوجهه تعالى ، وآمل ان يستفيد كل منا من هذه الأمور حتى ننهض من جديد بأمتنا وديننا وعروبتنا.